• الحضارة الإسلامية

    لم يكن للعرب باع في مجال الأعشاب الطبية قبل الإسلام, ولكن عندما جاء الإسلام أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالتداوي ووضع له ضوابطه ووصف أعشابا طبية لبعض الأمراض وحث على طلب العلم في هذا المجال وفي المجالات الأخرى. ومع سقوط روما في القرن الخامس الميلادي انتقلت مراكز المعرفة إلى الشرق، وقد تبنى المسلمون والعرب بكثير من الحماس مذهب جالينوس الطبي ودمجوه بالمعرفة الطبية المصرية والعربية والأشورية، فعادت النهضة العلمية للعرب ونشط ذلك في العصر العباسي فأنشئت (دار الحكمة) في بغداد وظهر حي العشابين وكانوا يطلقون على باعة الأعشاب في ذلك الوقت كلمة (صيدلانى)، ويرجع الفضل للعرب في تأسيس علم الصيدلة وفتح أول صيدلية في التاريخ وكان ذلك في أول القرن الثامن الميلادي.

    ومن أهم كتب الطب العربية التي ظهرت في عصر النهضة (القانون) لابن سينا، والذي سجل فيه المؤلف أكثر من سبعمائة نوع من الأدوية المستخرجة من الأعشاب، وقد ترجم الكتاب إلى اللاتينية ليصبح أحد أهم الكتب الدراسية الرئيسية في كليات الطب الغربية.

    وجاء من بعد ابن سينا الرازي الذي لقب بحكيم عصره، وابن البيطار والذي لقب بأبي النبات العربي وليس هناك أشهر من كتابه (الجامع للأدوية المفردة) والذي ذكر فيه أكثر من 1800 نبات مع رسومها التي رسمها له رسامه الخاص في ذلك الوقت. وكذلك أبو على يحيى بن جزلة الذي وضع أول قاموس عن الأعشاب الطبية في كتابه (المنهاج) ومن أطباء العرب المشهورين أيضا أبو القاسم بن عباس والذي توفي عام 1013 ميلادية في الأندلس، وعد كتابه (المفردات)مصدرا مهما لكتب الأعشاب الطبية الأوربية بعد ذلك وكذلك ظهر العلامة داوود الأنطاكي ومرجعه الفريد في الأعشاب الطبية (تذكرة داوود).

0 التعليقات:

إرسال تعليق